التطعيم الشامل لـفيروس كورونا لن يؤدي إلى متغيرات "خارج نطاق السيطرة"

تدعي رسالة مفتوحة من أحد العلماء إلى منظمة الصحة العالمية أن حملات التطعيم ضد فيروس فيروس كورونا واسعة النطاق الجارية حاليًا في جميع أنحاء العالم يجب أن تتوقف قبل أن تنتج مظهرًا كارثيًا لمتغيرات أكثر فتكًا من فيروس كورونا وتزيد من المخاطر على الشباب. لكن الخبراء الطبيين يقولون إن المزاعم خاطئة وأن التطعيم مطلوب بشكل عاجل للسيطرة على طفرة الفيروس من خلال المناعة المنتشرة.

شارك مؤلف الرسالة ، الذي وصف نفسه بأنه "خبير فيروسات ولقاحات مستقل" ، غيرت فاندن بوسيه ، الرسالة على حسابه على تويتر في 6 مارس 2021.

تمت مشاركة المطالبات الواردة من الرسالة ، والمقابلة اللاحقة التي أجراها فاندن بوسيه ، عشرات الآلاف من المرات على فيس بوك و انستجرام في الولايات المتحدة وكندا والنمسا ورومانيا وبلجيكا وأيرلندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وجمهورية التشيك و الآخرين.

كما نشرت منظمة الأخبار الروسية التي تسيطر عليها الدولة RT المزاعم باللغة الألمانية.

يزعم فاندن بوش ، الذي تلقى تدريبه في الطب البيطري ، أن "تدابير الوقاية من العدوى المنتشرة والصارمة جنبًا إلى جنب مع حملات التطعيم الجماعية باستخدام لقاحات غير كافية ستؤدي بلا شك إلى حالة يخرج فيها الوباء بشكل متزايد عن السيطرة" في عملية تسمى الهروب المناعي الفيروسي ".

ويقول إن تدابير الوقاية من العدوى مثل الإغلاق قد كبت المناعة الفطرية لدى الشباب وأن الأجسام المضادة لـفيروس كورونا ، والتي يمكن إنتاجها بشكل طبيعي أو عن طريق اللقاحات ، "محدودة" و "قصيرة العمر".

ويقول إن التطعيم الجماعي أثناء الوباء سيؤدي إلى متغيرات "وحشية" عندما ينتشر الفيروس من كبار السن إلى الأصغر سنًا ، حيث تبدأ البلدان في تخفيف القيود.

كما تم نشر بعض ادعاءاته من قبل دعاة مكافحة اللقاحات البارزين Del Bigtree ، و Robert F. Kennedy Jr ، ومنظمته غير الربحية Children’s Health Defense.

ذكرت وكالة فرانس برس Fact Check في وقت سابق عن المعلومات المضللة التي نشرتها Bigtree و Kennedy. أزالها الفيس بوك و انستجرام و يوتيوب بعض الحسابات المرتبطة بـ Kennedy و Bigtree لنشر معلومات غير دقيقة.

يتم إعطاء العديد من لقاحات فيروس كورونا أو قيد التجارب حول العالم.

تم إعطاء حوالي 148 مليون جرعة إجمالية في الولايات المتحدة ، بينما تلقى ما يقرب من 13 بالمائة من الكنديين جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا.

أدناه ، تحقق وكالة فرانس برس للتحقق من بعض ادعاءات فاندن بوش الكاذبة والمضللة.

الطفرات الفيروسية وانتشارها

يدعي Vanden Bossche أن اللقاحات واسعة النطاق للسكان المسنين ستجبر الفيروس على "الاستمرار في التسبب في المرض في الفئات العمرية الأصغر" ، حيث يمكن أن يخضع "لطفرات مستهدفة" في البروتين الشائك الذي من شأنه "تعزيز العدوى".

وقال جاري ماكلين ، أستاذ علم المناعة الجزيئي في جامعة لندن متروبوليتان ، لوكالة فرانس برس إنه بدلاً من خلق "وحش" ​​كما يقترح فاندن بوس ، فإن الطفرات في بروتين سبايك قد تعوق انتشار الفيروس.

وقال: "الطفرات خفية نسبيًا في الارتفاع ولا يمكن أن تذهب إلى أبعد مما هو مقترح وإلا فإنها لن تشبه الطفرة" ، مضيفًا "سيفقد الفيروس طريقه في إصابة الخلايا إذا استمر الارتفاع في التحور ويموت الفيروس".

بالإضافة إلى ذلك ، ظهرت أنواع مختلفة من الفيروس قبل توافر اللقاحات على نطاق واسع.

من بين المتغيرات المعروفة حاليًا ، هناك ثلاثة متغيرات مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب زيادة قابليتها للانتقال و / أو الفوعة ، وهي تلك التي تم اكتشافها في البداية في جنوب شرق إنجلترا وجنوب إفريقيا والمسافرين من البرازيل الذين يصلون إلى اليابان.

يقول الخبراء إنه من الضروري تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن للحد من مخاطر ظهور متغيرات جديدة.

قال جون ويري ، مدير معهد بيرلمان للطب في معهد علم المناعة بجامعة بنسلفانيا: "نحن لا نجبر الشباب على الإصابة بالفيروس من خلال تطعيم كبار السن" ، مضيفًا أن البيانات الواردة من إسرائيل لا تدعم ادعاء فاندن بوش.

وجدت دراسة أجرتها وزارة الصحة الإسرائيلية على أكثر من مليون شخص - أكثر من 35 بالمائة منهم تحت سن 39 - مستويات عالية من فعالية اللقاح. لم يكن هناك دليل على أن معدلات التطعيم المرتفعة لدى كبار السن أدت إلى متغيرات جديدة ، كما تنبأ فاندن بوش.

أوضح جو جروف ، عالم الفيروسات في معهد المناعة وزرع الأعضاء في كلية لندن الجامعية ، أنه على الرغم من أن التطعيم يمكن أن يؤدي إلى بعض التغييرات الفيروسية ، "فليس من المعقول أن تؤدي المناعة المنتشرة إلى ظهور فيروس وحشي."

وأضاف: "إذا كنا قلقين من أن يصبح Covid-19" فيروسًا خارقًا "، فإن أفضل طريقة لوقف ذلك هي منعه من التكاثر وأفضل طريقة للقيام بذلك هي اللقاحات.

هذا ما أكده أيضًا سكوت هالبرين ، مدير المركز الكندي للقاحات.

وقال: "إذا حققنا بسرعة مستويات عالية من المناعة السكانية من خلال التطعيم ، فإن خطر ظهور متغير ينخفض ​​بسبب عدم وجود أعداد كافية من الأفراد المعرضين للإصابة بمواصلة انتشار الفيروس وانتشاره في المجتمع".

قمع "المناعة الفطرية"

يقول فاندن بوش: "لا يمكن أن يكون هناك شك في أن قلة التعرض بسبب إجراءات الاحتواء الصارمة التي تم تنفيذها اعتبارًا من بداية الوباء لم تكن مفيدة في الحفاظ على تدريب الجهاز المناعي الفطري جيدًا".

أطلق ويري على هذا البيان "خطأ تام".

"لا يوجد دليل على ذلك على الإطلاق. إذا كان هذا صحيحًا ، فسنشهد ارتفاعًا كبيرًا في العدوى بسبب البيئة والبكتيريا المتعايشة والجراثيم الأخرى بسبب ضعف نظام المناعة الفطري لدينا. لم يحدث هذا على الإطلاق.

هذا ما أكده غروف.

"هذا غير صحيح تماما. إن الفكرة القائلة بأن عمليات الإغلاق وما يرتبط بها من تقليل التعرض للبق اليومي سيعني أن الجهاز المناعي الفطري قد فقد لياقته ، هو سوء فهم أساسي لكيفية عمل الجهاز المناعي.

يذهب Vanden Bossche إلى أبعد من ذلك ، مشيرًا إلى أنه "من المهم ، حقًا ، إبقائه معرضًا بشكل كافٍ للتحديات البيئية" ، مما يعني ضمناً أن مناعتنا الفطرية "مدربة جيدًا" فقط إذا تعرضت بانتظام للبق أو الفيروسات.

وصف ويري هذا بأنه "ليس فقط غير صحيح وسوء فهم لكيفية عمل علم المناعة ، ولكن أيضًا نصيحة خطيرة".

وردد جروف ذلك ، حيث قال: "مثل جهاز إنذار الدخان الذي تم تصميمه لاكتشاف الدخان ، فقد تم بناء نظام المناعة الفطري لاكتشاف الفيروسات ولا يحتاج إلى" تدريب ".

الأجسام المضادة لـفيروس كورونا

يدعي Vanden Bossche أن الزيادة في الأجسام المضادة "S (spike)" ، والتي يمكن إنتاجها عن طريق عدوى فيروس كورونا أو اللقاحات ، "محدودة نوعًا ما وقصيرة الأجل فقط". إنه لا يشير إلى ما يقصده بمدة قصيرة.

قال ويري: "هذا غير صحيح". "الدراسات الأولية التي تدعي أن الأجسام المضادة تتضاءل بسرعة لم تصمد بمرور الوقت ؛ تبدو الأجسام المضادة شديدة التحمل ، على الأقل خلال إطار زمني يمتد من عام إلى ثلاث سنوات ".

وقال جروف إنه بعيدًا عن تلك الفترة ، لا يزال الجسم قادرًا على محاربة الفيروس.

سوف تنتشر الأجسام المضادة في الدم لأشهر وسنوات بعد التطعيم / العدوى ، ولكن قد يتوقف إنتاجها في النهاية. ومع ذلك ، تتذكر مصانع الأجسام المضادة (الخلايا البائية) كيفية صنعها وتكون في وضع الاستعداد في المرة القادمة التي تواجه فيها الفيروس. لذلك ، حتى إذا أُصبت بالعدوى مرة أخرى ، فإن جهازك المناعي سيبدأ في محاربته ، ربما حتى قبل ظهور الأعراض ".

كان داني التمان ، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن ، متفائلاً أيضًا بشأن اللقاحات المستخدمة. وقال إن "اللقاحات الحالية هي من بين أكثر اللقاحات مناعة التي شاهدتها على الإطلاق ، وهي سجلات أعلى من المستوى الذي تسببه العدوى الطبيعية".

أظهرت البيانات المبكرة للقاح Moderna أن كلاهما حافظ على مستويات الأجسام المضادة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

أظهرت دراسة حديثة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن لقاحي Moderna و Pfizer mRNA قلل من خطر الإصابة "بنسبة 90 بالمائة بعد أسبوعين أو أكثر من التطعيم".

أوراق اعتماد فاندن بوش

في ملفه الشخصي على LinkedIn ، يسرد Vanden Bossche الأدوار السابقة في عدد من المنظمات الصحية المعترف بها ، بما في ذلك في المركز الألماني لأبحاث العدوى (DZIF) من أغسطس 2017 إلى ديسمبر 2017.

وأكد كل من DZIF ومؤسسة Gates والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) و Solvay لوكالة فرانس برس أنهم قاموا في وقت ما بتعيين Vanden Bossche. ورفضت نوفارتيس وجلاكسو سميث كلاين التعليق

كما أكدت جامعة غينت لوكالة فرانس برس أن فاندن بوش حصل على درجة الماجستير في الطب البيطري هناك عام 1983.

وجدت مراجعة متعمقة لادعاءات فاندن بوش من قبل جوناثان جاري ، عالم الأحياء في جامعة ماكجيل ، أن "توقفت منشوراته الأكاديمية بشكل أساسي في عام 1995."

السلطات تصادق على اللقاحات

يوصي كل من مركز السيطرة على الأمراض ووزارة الصحة الكندية ومنظمة الصحة العالمية باستخدام اللقاحات ضد Covid-19.

"اللقاحات الآمنة والفعالة ضد Covid-19 تمنع الأفراد من الإصابة بمرض خطير يمكن أن يؤدي بخلاف ذلك إلى دخول المستشفى أو الوفاة. هذا مهم بشكل خاص للعاملين في مجال الرعاية الصحية والسكان المعرضين للخطر مثل كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة "، قال متحدث باسم وكالة الأدوية الأوروبية لوكالة فرانس برس.